نغمات العاشقين

هي
تنتظر الشمس الغافية في عينيه
تريد الشروق .... ملّت المغيب
تريد أن تثمر....
ملّت احتضان الشتاء
في سُرتها

هو
يقطف في كل مساءٍ النجوم
يُهيئ اكليلاً لعرس الملائكة
يخزّن الرياح في صدره
يُحملها أمطاراً ولآلئ
يغزل شبق الآه..
يصنع ثوب زفاف

هي
تنمو في ظل عينيه..
تتأرجح بنظراته
تُحيك منديلاً موشحاً برحيق اللقاء
تهرب دوماً إلى سنابله
خائفةٌ من ضجيج طبول الانتظار

هو
قال ذات لحنٍ :
مللت القبوع بين السطور
ومازال اللحن ينتظر القيثارة
جروح قلبه وترٌ
ومسافات الجنون لا تنفك تعزف
قطرةٌ منه تصنع اليوم
قطرةٌ أخرى تصنع الغد

هي
بالأمس حملّت الغيم ( أحبك )
فهوى أمطاراً معتقةً بنبيذ العاطفة
اليوم..بكت اشتياقاً
ماعاد في المساحات أنهاراً
صارت بحاراً تزداد ملوحة

هو
عيناه خريفٌ يحتضنه ربيع
يزينه لؤلؤٌ من بحار الزمن الآخر
رصيف ميناءه.. أغنية انتظار
وحروب تتار
كفه.. خارطة وداعٍ وأحزان
كفه.. صيف لقاءٍ..وشتاء أشواق

هي
نسمة حنان تلتهب سؤالاً على شفة الخمور
ألأن الانتظار سيد الأشياء..
انت سيدي؟!!
ألأنك المدى..
أنت حبيبي؟!!
ألأن الحب بحرٌ هائجٌ..
أيقنت أنك جزيرتي؟!!
ألأنك علمتني الاخضرار..
أصبحتُ آلهة الخصب؟!!

هو
كالنهر القابع على حافة الاندلاع
برقٌ يرتعد في رحم الاغتراب
أيامه موبوءةٌ بالتكرار
مزروعةٌ في وطنٍ كفيف
بين أناس يشتعلون كالهشيم

هي
رحل الشتاء ونسيت خلع معطفها
مرّ الربيع دون أن يذكرها
ترك جسدها بعيداً عشباً أحمر
اسمها الوحيد لم يدونه..
مع الذاهبين إلى السنونو
الراقدين مع الحمام
سافر الصيف في دمها
زيّن محطةً لا تأتيها الأيام
لوّنها الخريف .. وطبع قبلةً على خدها
_ وحده من تذكرها _

هو
يقتات رعاف الأنامل
يرسم للأحلام طريقاً
يمسك يدها.. يضغطها..
فتمطر ربيعاً
يداها وطن يلجأ إليه.. في زمن الانصهار
يحمل عينيها.. يحمل هويته
يتأبط جرحاً .. بعمق الأبد
ينتظر القافلة العائدة من المنفى
_ هل يجده وطنه يوماً _!!

هي
تتضور جوعاً
تبحث عن كسرة وقتٍ تجمعهما
تقلب الوجوه.. تبعثر الطرقات
تبحث عن ركنٍ قريبٍ منها
تشربها القهوة فيه
تبحث عن ركنٍ رحيب..
تبحث عن عينيه
تحاول أن تستذكر قانون الابتسام

هو
دقّ باب يدها هذا الصباح
حطّ كسنونوة تجتر الذكريات
أمطر..... أمطر
أعشب .. أعشب
وقال:
صباح الخير يا أنا!!!

نغمات العاشقين

اخترنا لكم ريماسيات يوتيوب